
دار الإفتاء: تزييف الصور بالذكاء الاصطناعي حرام شرعًا ويُعد من الغش والخداع
أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن تزييف الصور باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء لشخصيات عامة أو لأشخاص عاديين، حتى وإن كان على سبيل المزاح، لا يجوز شرعًا ويُعد حرامًا، باعتباره صورة من صور الغش والخداع.
وأوضح كمال، خلال ظهوره في برنامج "مع الناس" المذاع على قناة الناس، مساء الثلاثاء، أن هذا الفعل يدخل تحت مضمون الحديث النبوي الشريف: "من غشنا فليس منا"، مشيرًا إلى أن مفهوم الغش لا يقتصر على المعاملات المالية، بل يشمل كل أشكال التضليل، ومنها الصور المفبركة التي تُظهر عكس الحقيقة.
وأضاف أمين الفتوى أن خطورة هذه الممارسات تتضاعف عندما تُستغل في تشويه السمعة أو نشر الشائعات، إذ قد تؤدي إلى أضرار اجتماعية ونفسية جسيمة، مثل التفريق بين الأزواج أو فقدان الوظائف، مؤكدًا أن قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" الشرعية تضع ضابطًا واضحًا لهذه الأفعال.
وشدد على أن الإنسان مسؤول أمام الله وأمام القانون عن استخدامه لمثل هذه التقنيات، لافتًا إلى أن القانون المصري يُجرم الأفعال التي تنطوي على إساءة أو ضرر بالآخرين.
كما وجّه الشيخ محمد كمال رسالة للمواطنين بضرورة التثبت والتحقق قبل نشر أو إعادة نشر أي محتوى، سواء كان صورًا أو أخبارًا، محذرًا من الانسياق وراء المعلومات المغلوطة.
وحدد عدة ضوابط شرعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، منها:
أن يكون الاستخدام في مجالات نافعة كالتعليم والبحث العلمي.
الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية.
تجنّب أي استخدام يعرّض حياة الإنسان أو سمعته للخطر.
الوعي بالمسؤولية الدينية والقانونية المترتبة على التعامل مع هذه الأدوات.
وأكد في ختام حديثه أن دار الإفتاء المصرية تعمل على ترسيخ الوعي الديني والأخلاقي في مواجهة المستجدات التقنية، بما يضمن استخدامًا رشيدًا للتكنولوجيا دون تعارض مع الضوابط الشرعية.
